يُعد فيلم Broken Voices (2025)، المعروف أيضًا بعنوانه الأصلي Sbormistr، من أبرز الأعمال الدرامية القادمة في السينما التشيكية-السلوفاكية. يقدم الفيلم معالجة إنسانية عميقة لقضية معقدة تدور حول الطفولة، والسلطة، والسكوت الذي يرافق الألم في أحيان كثيرة.

القصة
تدور أحداث الفيلم في تسعينيات القرن الماضي، حيث تنضم كارولينا، فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، إلى جوقة موسيقية للفتيات مع شقيقتها الكبرى. سرعان ما يلفت صوتها المميز انتباه قائد الجوقة، فيتيزسلاف ماخا، الذي يُظهر إعجابًا بموهبتها واهتمامًا خاصًا بها.

في البداية تشعر كارولينا بالفخر، لكنها تبدأ لاحقًا بملاحظة تغيّر سلوك قائدها وتناقض تصرفاته. شيئًا فشيئًا، يتحول الإعجاب إلى عبء ثقيل، وتبدأ الفتاة باكتشاف الجانب الخفي لعالم يبدو مثاليًا من الخارج، لكنه يحمل في طيّاته صمتًا مؤلمًا وأسرارًا مخفية.

الطاقم والأداء
يؤدي الأدوار الرئيسية:
  • كاتيرينا فالبروفا بدور كارولينا، وقد لاقت إشادة واسعة بتمثيلها الصادق والعاطفي.
  • جوراج لوي بدور ماخا، الذي قدّم شخصية معقدة تجمع بين الكاريزما والغموض.
الفيلم من إخراج أوندريه بروفازنيك، الذي اختار أسلوبًا بصريًا هادئًا بعيدًا عن المبالغة، مركزًا على التفاصيل الصغيرة التي تُظهر أثر الصمت والهيمنة النفسية.

 الجوانب الفنية
يمتزج في الفيلم الجانب الموسيقي مع الدراما النفسية بشكل دقيق؛ فالموسيقى لا تُستخدم كخلفية فنية فحسب، بل كصوت داخلي يعبّر عن الانفعالات المكبوتة لدى الشخصيات.
كما يبرع التصوير والإضاءة في نقل أجواء التسعينيات بألوانها الباهتة وإيقاعها البطيء، ما يمنح القصة عمقًا واقعيًا ولمسة من الحنين.

الرسالة
يركز Broken Voices على فكرة حساسة مفادها أن إساءة استخدام السلطة لا تقتصر على القوة الجسدية أو السياسية، بل قد تتسلل في البيئات الفنية والثقافية أيضًا.
الفيلم يطرح تساؤلات جريئة حول مسؤولية المؤسسات تجاه الموهوبين الصغار، وحول الصمت الذي قد يحمي المخطئ بدل أن يحمي الضحية.

 نقاط القوة

  • أداء مدهش من الممثلة الشابة كاتيرينا فالبروفا.
  • معالجة فنية دقيقة لقضية شائكة دون ابتذال أو مبالغة.
  • موسيقى تصويرية مؤثرة تعكس الحالة النفسية للأبطال.
أما البعض فقد يرى أن إيقاع الفيلم بطيء، إلا أن ذلك يخدم البناء الدرامي الهادئ والمشحون بالتوتر الداخلي.


يأتي فيلم Broken Voices كصرخة هادئة في وجه الصمت، يذكّرنا بأن الحقيقة لا تُروى دائمًا بالكلمات، بل أحيانًا تُقال عبر نظرة، أو نغمة، أو صوت مكسور.
إنه عمل صادق ومؤلم في آنٍ واحد، يثبت أن السينما لا تحتاج إلى الصراخ كي تُحدث تأثيرًا عميقًا.