يعود فيلم «اليد التي تهز المهد» في نسخته الجديدة لعام 2025 ليقدّم معالجة معاصرة لإحدى أكثر القصص النفسية إثارة في تسعينيات القرن الماضي.
الفيلم من إخراج ميشيل غارزا سيرفييرا، وكتابة ميكاه بلومبرغ، وبطولة ماري إليزابيث وينستيد ومايكا مونرو، إلى جانب راول كاستيلو ومارتن ستارّ.
أُنتج العمل لصالح منصة Hulu في الولايات المتحدة، بينما يُعرض دوليًا عبر Disney+ منذ 22 أكتوبر 2025.
القصة
تدور الأحداث حول المحامية كايتلين موراليس، وهي امرأة ناجحة تستعد لاستقبال طفلها الثاني بينما توازن بين حياتها المهنية والأسرية.
تلتقي كايتلين بـ بولي مورفي، امرأة تبدو طيبة ومتواضعة تخوض نزاعًا قانونيًا، فتتعاطف معها وتساعدها. بعد فترة قصيرة، تدخل بولي حياة كايتلين مجددًا، وهذه المرة كمربية منزلية تساعدها في رعاية أطفالها.
لكن ما يبدو في البداية علاقة ودية يتحول تدريجيًا إلى كابوس.
تبدأ بولي بالتسلل إلى تفاصيل حياة العائلة: تسمّم الطعام، تعبث بالأدوية الخاصة بكايتلين، وتزرع بذور الشك بين أفراد الأسرة. ومع مرور الوقت، تدرك كايتلين أن وجود هذه المرأة لم يكن صدفة، بل امتدادًا لماضٍ مظلم يربط بينهما — حادثة قديمة تسببت في مقتل عائلة بولي قبل عقود.
تتصاعد الأحداث حتى تصل إلى مواجهة محتدمة بين المرأتين داخل المنزل، تنتهي بسقوط بولي من النافذة وموتها. غير أن النهاية لا تأتي بالسكينة التي تتوقعها كايتلين؛ إذ تُختتم القصة بلقطة توحي بأن آثار الشرّ ما زالت حاضرة في ابنتها الصغيرة.
الشخصيات والأداء
قدّمت ماري إليزابيث وينستيد أداءً لافتًا في دور الأم التي تتأرجح بين القوة والضعف، بينما أظهرت مايكا مونرو جانبًا مدهشًا من البرود والذكاء في شخصية بولي التي تجمع بين الهدوء الظاهري والجنون الداخلي.
كما أضفى راول كاستيلو حضورًا واقعيًا بدور الزوج، في حين مثّل مارتن ستارّ دور الصديق الذي يكشف الحقيقة.
النقاد أثنوا على الكيمياء الواضحة بين وينستيد ومونرو، وعلى قدرة الفيلم على خلق توتر نفسي متصاعد دون الحاجة إلى مؤثرات مبالغ فيها.
التحديثات عن النسخة الأصلية
إعادة إنتاج الفيلم لم تقتصر على تجديد الصورة فقط، بل أعادت تشكيل الشخصيات والدوافع:
- الشرّ في النسخة الجديدة أكثر تعقيدًا، فبولي ليست مجرد مربية مهووسة، بل ضحية قديمة للظلم والخذلان.
- أضاف الفيلم طبقة نفسية أعمق إلى شخصية كايتلين، تظهر من خلالها هشاشتها الداخلية ومعاناتها مع القلق والضغوط الاجتماعية.
- كما اختار المخرج إيقاعًا أبطأ يخلق إحساسًا دائمًا بالتوتر والتهديد الكامن، بدلاً من الاعتماد على الرعب التقليدي أو المفاجآت السريعة.
تجري الأحداث في مدينة لوس أنجلوس المعاصرة، مما منح العمل ملمحًا عصريًا يعكس واقع الحياة الحديثة المليئة بالضغوط، وحيث يمكن للشرّ أن يتخفّى خلف اللطف والابتسامة.
تقييم وردود فعل
تفاوتت الآراء النقدية حول الفيلم:
- هناك من رأى أنه نجح في تقديم قراءة جديدة للقصة الأصلية بأسلوب أكثر نضجًا وواقعية.
- في المقابل، اعتبر بعض النقاد أن الإيقاع البطيء جعل بعض المشاهد تفقد زخمها.
ورغم ذلك، أشاد الجميع تقريبًا بأداء البطلتين وبالإخراج المتقن الذي يوازن بين الرعب النفسي والدراما الإنسانية.
إصدار 2025 من «The Hand That Rocks the Cradle» ليس مجرد إعادة سرد لفيلم كلاسيكي، بل محاولة لتفسيره من زاوية مختلفة: زاوية تضع الضوء على هشاشة الثقة بين البشر، وكيف يمكن للمساعدة الظاهرية أن تتحول إلى تهديد قاتل.
إنه عمل يطرح سؤالًا مخيفًا: من الذي نسمح له بدخول بيوتنا، وإلى أي مدى نعرف حقًا من يشاركنا تفاصيل حياتنا؟
افلام
مسلسلات
المدونة