تدور أحداث المسلسل حول شخصية رون تروسبير، وهو موظف في شركة تطوير مراكز تسوق في ولاية أوهايو، يعيش حياة رتيبة وعادية إلى أن يقع في موقف غريب يقلب كل شيء رأسًا على عقب.
فخلال عرض تقديمي أمام زملائه في العمل، يتعرض لواحدة من أكثر لحظات الإحراج في حياته عندما ينكسر الكرسي الذي يجلس عليه فجأة.
يبدو الأمر في البداية حادثًا بسيطًا، لكنه يتحول مع الوقت إلى وسواس غريب يدفع رون للاعتقاد بأن الأمر ليس مصادفة، وأن هناك شيئًا أكبر يجري خلف الكواليس.
ومن هنا تنطلق رحلة كوميدية-غامضة، تمتزج فيها السخرية بالهوس، والضحك بالقلق، في محاولة لكشف “المؤامرة” التي قد تكون مجرد وهم… أو ربما ليست كذلك.
الشخصيات والتمثيل
- تيم روبنسون يتألق في دور رون تروسبير، مقدّمًا أداءً يجمع بين العبث والواقعية في الوقت ذاته، ليُجسد رجلاً عاديًا ينهار تحت وطأة التفاصيل اليومية الصغيرة.
- ليك بيل تؤدي دور بارب تروسبير، زوجته التي تحاول إبقاء الأسرة متماسكة وسط جنون زوجها المتزايد.
- كما يشارك صوفيا ليس وويل برايس بدورَي الابنة والابن، ليضيفا بُعدًا إنسانيًا إلى السرد، بينما يظهر لو دايموند فيليبس بدور غامض يُثري التوتر الدرامي.
أداء الممثلين متقن ومتوازن، خصوصًا في المزج بين الكوميديا الجسدية والانفعالات النفسية، ما يجعل الشخصيات قريبة من الواقع رغم غرابة المواقف التي تمر بها.
الأسلوب والإخراج
يقدّم المخرج رؤية بصرية دقيقة توظّف تفاصيل الحياة اليومية لتصبح جزءًا من السخرية ذاتها.
الكاميرا تلتقط المكاتب، الكراسي، المصابيح وحتى القهوة بطريقة تجعل الأشياء العادية تحمل طابعًا ساخرًا ومهدّدًا في الوقت نفسه.
الإيقاع متوازن، يبدأ بهدوء ويأخذ منحنى تصاعديًا نحو الفوضى، ما يمنح المشاهد شعورًا بالغرابة والفضول في كل حلقة.
كما أن الحوار الذكي والبناء السردي الذي يتحرك بين الكوميديا والتراجيديا يجعلان من المسلسل تجربةً فريدة تجمع بين الضحك والتفكير.
التفاعل والاستقبال
منذ عرض أولى حلقاته، أثار The Chair Company اهتمام الجمهور والنقّاد على حد سواء.
أشاد كثيرون بجرأته في تناول مواضيع مثل الضغوط المهنية، والقلق الاجتماعي، وهوس الإنسان بالسيطرة على تفاصيل لا يمكنه التحكم بها أصلًا.
بينما رأى آخرون أن المسلسل يجنح أحيانًا إلى المبالغة في الكوميديا العبثية، مما قد يربك بعض المشاهدين الذين يفضلون السرد التقليدي.
ورغم الانقسام في الآراء، إلا أن الجميع يتفق على أن العمل يحمل بصمة إبداعية مختلفة عن السائد، ويقدّم انعكاسًا ساخرًا لحياتنا الحديثة المليئة بالقلق والتوتر.
«The Chair Company» ليس مجرد مسلسل كوميدي، بل تجربة فكرية ملفوفة بروح الدعابة السوداء.
إنه عمل يذكّرنا بأنّ أكثر اللحظات عبثية في حياتنا قد تكون مرآة تعكس خوفنا العميق من الانهيار، حتى لو بدأ الأمر بكرسي مكسور.
بجرعة متوازنة من السخرية والجنون، يقدّم المسلسل رسالة عن الإنسان المعاصر الذي يعيش في عالم لا يمكنه السيطرة عليه… لكنه لا يتوقف عن المحاولة.
افلام
مسلسلات
المدونة