أطلقت منصة Netflix في أكتوبر 2025 سلسلة وثائقية جديدة بعنوان «Victoria Beckham»، من إخراج نادية هالغورن، التي سبق أن عملت على وثائقيات ناجحة مثل Becoming.
يتألف العمل من ثلاث حلقات تسرد رحلة فيكتوريا بيكهام من بداياتها كنجمة في فرقة Spice Girls الشهيرة، مرورًا بتحولها إلى مصممة أزياء عالمية، وصولًا إلى مكانتها الحالية كإحدى أبرز رائدات الأعمال في عالم الموضة.
من الشهرة إلى الأناقة
يتناول المسلسل المراحل المفصلية في حياة فيكتوريا، حيث يسلط الضوء على الصعوبات التي واجهتها بعد مغادرتها عالم الغناء، وسعيها لإثبات نفسها في صناعة الأزياء.
تُظهر الحلقات كيف خاضت بيكهام صراعًا طويلًا بين صورتها الإعلامية وما أرادت أن تكونه فعلًا — امرأة مستقلة تصنع نجاحها بجهدها، لا فقط بارتباطها باسم زوجها لاعب كرة القدم الشهير ديفيد بيكهام.
كما يكشف الوثائقي عن خلف الكواليس في التحضيرات لأسبوع الموضة في باريس، أحد أهم إنجازاتها المهنية، حيث تمتزج المثابرة بالضغوط، والإبداع بالتعب.
بين العمل والعائلة
لا يقتصر المسلسل على الجانب المهني فقط، بل يغوص أيضًا في حياتها الشخصية والعائلية.
تتحدث فيكتوريا بصراحة عن تجربتها كأم، وعن التحدي المستمر في تحقيق التوازن بين النجاح المهني ودورها العائلي، في ظل اهتمام إعلامي دائم لا يترك تفاصيل حياتها الخاصة خارج دائرة الضوء.
يشاركها في العمل أفراد عائلتها، من بينهم ديفيد وأبناؤهما، ليضفوا لمسة إنسانية دافئة على السرد، تجعل المشاهد يرى فيكتوريا بعيدًا عن الأضواء والمظاهر — كأم وزوجة وامرأة عادية تواجه التحديات نفسها التي نعيشها جميعًا.
مواجهة الذات
واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في السلسلة هي حديثها عن علاقتها بجسدها، وعن الضغوط التي تعرّضت لها بسبب التعليقات القاسية التي طالت مظهرها منذ بداياتها في التسعينيات.
تعترف بأنها عانت من اضطرابات في الأكل، وتروي كيف ساعدها الفن والعائلة على تجاوز تلك المرحلة الصعبة.
هذا الجانب الإنساني هو ما جعل المسلسل يلقى صدى واسعًا لدى الجمهور، خصوصًا بين النساء اللواتي وجدن في قصتها انعكاسًا لصراع الذات بين الثقة والمقارنة.
استقبال الجمهور والنقاد
حظي المسلسل بإشادات نقدية وجماهيرية واسعة منذ عرضه الأول، حيث أثنى كثيرون على شفافية فيكتوريا وصدقها، بينما رأى البعض أن السلسلة بقيت حذرة في بعض المواضع، ولم تكشف كل ما كان يمكن أن يُروى من قصص وراء الكواليس.
ورغم ذلك، يتفق الجميع على أن «Victoria Beckham» يقدم نظرة مختلفة وجديدة إلى امرأة استطاعت أن تحوّل الأضواء المسلطة عليها إلى طاقة بنّاءة تصنع منها هوية جديدة.
العمل ليس مجرد استعراض لمسيرة مهنية ناجحة، بل هو رحلة تأمل في معنى التطور الذاتي، وفي فكرة أن الشهرة ليست نهاية الطريق، بل مجرد بداية لرحلة أطول نحو الذات.
ففيكتوريا بيكهام في هذا الوثائقي لا تظهر كنجمة، بل كإنسانة تتعلم من أخطائها وتواصل التقدّم بثقة وأناقة.
افلام
مسلسلات
المدونة