أطلقت منصة نتفليكس مؤخرًا مسلسلها الكوري الجديد "Aema"، المكوّن من ست حلقات، والذي جاء ليعيد إحياء واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ السينما الكورية. العمل من إخراج وكتابة لي هاي-يونغ، ويشارك في بطولته كل من لي هاني وبانغ هيو-رين وجين سون-كيو وتشو هيون-تشول.
قصة تدور في قلب الثمانينيات
تعود أحداث المسلسل إلى عام 1981، حيث يتناول الظروف التي سبقت إنتاج فيلم "مدام إيما" (1982)، أول فيلم مثير في تاريخ كوريا الجنوبية. ومن خلال قصته، يسلّط الضوء على التوتر بين جيلين من الممثلات: الأولى، نجمة مخضرمة ترفض الانخراط في مشاهد التعري، والثانية، وجه جديد يسعى لتحقيق حلم النجومية حتى لو كلّفها ذلك مواجهة القيود الاجتماعية.
بين الكوميديا والدراما
ورغم ما يحمله من مشاهد جريئة أثارت نقاشًا واسعًا، فإن المسلسل لا يقتصر على الجانب المثير للجدل، بل يفتح الباب أمام قضايا أعمق مثل التمييز ضد النساء في صناعة السينما، وصراع الفنانات مع القيود المفروضة عليهن آنذاك. المزج بين الكوميديا الخفيفة والدراما المؤثرة منح العمل نكهة خاصة جعلته محط أنظار النقاد والجماهير على حد سواء.
سياق تاريخي حساس
ينغمس المسلسل في أجواء سياسية واجتماعية مرتبطة بسياسة "3S" (السينما، الجنس، الرياضة) التي اعتمدتها الحكومة العسكرية آنذاك لتخفيف القيود الثقافية. ورغم الرقابة المشددة، نجح فيلم "مدام إيما" في أن يصبح ظاهرة جماهيرية، وهو ما ينعكس بوضوح في أحداث المسلسل.
ردود فعل متباينة
نال العمل إشادة نقدية بوصفه "مزيجًا ذكيًا من السخرية والدراما"، فيما احتل مرتبة متقدمة في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على نتفليكس في كوريا الجنوبية. وبينما أثارت مشاهده الجريئة نقاشًا واسعًا، وجد كثير من المشاهدين، خصوصًا النساء، في القصة رسالة قوة ومقاومة تعكس نضالًا حقيقيًا عاشته ممثلات ذلك الجيل.
في المحصلة، يمكن القول إن Aema ليس مجرد مسلسل ترفيهي، بل شهادة فنية تعكس علاقة الفن بالمجتمع والسياسة، وتعيد فتح ملف طالما أثار الجدل حول صورة المرأة في السينما الكورية.