يعود المخرج بول غرينغراس، المعروف بأعماله الواقعية المشحونة بالتوتر مثل United 93، بفيلم جديد يحمل عنوان The Lost Bus. الفيلم، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في سبتمبر 2025، يقدّم دراما إنسانية مأخوذة عن أحداث حقيقية وقعت خلال حرائق كامب فاير في كاليفورنيا عام 2018، والتي تُعدّ من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولاية.

القصة
تدور الأحداث حول كيفن ماكاي (يجسّده Matthew McConaughey)، سائق حافلة مدرسية عادي يجد نفسه بطلًا غير متوقع عندما يقرر إنقاذ مجموعة من الأطفال ومعلمتهم ماري لودويغ (America Ferrera) من ألسنة النار التي كانت تلتهم المدينة.
بين الدخان الكثيف، وانسداد الطرق، واندفاع ألسنة اللهب في كل اتجاه، تتحوّل الرحلة إلى سباق مع الزمن للبقاء على قيد الحياة. الفيلم يُبرز كيف يمكن لشجاعة إنسان عادي وإصراره أن تغيّر مصير العشرات.

الشخصيات الرئيسة
  • كيفن ماكاي: السائق الذي يصبح رمزًا للشجاعة والمسؤولية في مواجهة المستحيل.
  • ماري لودويغ: المعلمة التي تحاول تهدئة الأطفال وسط الذعر، وتؤدي دورًا إنسانيًا محوريًا.
  • راي مارتينيز (Yul Vazquez): قائد فرق الإطفاء الذي يمثل الجانب الرسمي من المعركة ضد الكارثة.

أجواء الفيلم
يستعمل غرينغراس أسلوبه المعتاد بالكاميرا المحمولة القريبة من الشخصيات، مما يجعل المشاهد يعيش أجواء الفوضى والذعر وكأنه جزء من الحدث. المؤثرات البصرية والصوتية عززت من الإحساس بالخطر، حيث يتحوّل الدخان والنار إلى شخصيات إضافية في القصة.

ردود الأفعال
نال الفيلم إشادة من النقاد لواقعيته العاطفية وتصويره المؤثر للتجربة الإنسانية في قلب الكارثة. أثنوا خصوصًا على أداء McConaughey الذي قدّم شخصية عفوية وملهمة في آن واحد.
ومع ذلك، وُجهت بعض الانتقادات إلى الإطالة في المقدمة وإلى إضافة تفاصيل درامية غير دقيقة تاريخيًا، مما جعل بعض المشاهدين يشعرون بقدر من المبالغة.

نقاط القوة
  • معالجة إنسانية مؤثرة مبنية على قصة حقيقية.
  • أداء قوي من Matthew McConaughey وAmerica Ferrera.
  • تصوير مشوّق يجعل المشاهد يعيش أجواء الخطر لحظة بلحظة.

نقاط الضعف
  • بعض التزيينات الدرامية قد تُبعد الفيلم عن الدقة التاريخية.
  • بطء في تمهيد القصة قبل دخول الأحداث الرئيسية.

The Lost Bus (2025) ليس مجرد فيلم كارثة تقليدي، بل هو شهادة على قوة الشجاعة الإنسانية في مواجهة المستحيل. إنه عمل يذكّرنا بأن الأبطال الحقيقيين قد يكونون أناسًا عاديين اختارتهم الظروف ليقفوا في وجه الخطر. فيلم جدير بالمشاهدة لكل من يبحث عن دراما مشوّقة تحمل في طياتها رسالة إنسانية عميقة.