يقدّم المخرج بن لينبرغ في تجربته الأولى فيلم Good Boy، وهو عمل قصير مكثّف (73 دقيقة) يخرج عن المألوف في أفلام الرعب. الفيلم لا يُروى من منظور البشر كما اعتدنا، بل من خلال عيون كلب وفي حواسه، ليصنع تجربة فريدة تمزج بين الخوف والعاطفة.
القصة
تدور الأحداث حول تود، رجل يعاني مرضًا رئويًا مزمناً فيقرر الابتعاد عن المدينة والانتقال إلى منزل قديم ورثه عن عائلته في الريف، برفقة كلبه الوفي Indy.
منذ اللحظة الأولى، تبدأ الكاميرا في كشف عالم القصة كما يراه الكلب: أصوات غامضة، ظلال تتحرك في أرجاء البيت، وكيان أسود غامض يشبه شبحًا يطاردهما. وبينما تتدهور حالة تود الصحية، يتصاعد الرعب وتزداد الحدود غموضًا بين المرض والحقيقة المرعبة التي لا يراها سوى Indy.
الشخصيات
- تود: إنسان ضعيف جسديًا، لكن ضعفه يتحوّل إلى مساحة يستغلها الرعب للتسلل.
- Indy: الكلب الذي يتحوّل إلى بطل القصة الحقيقي، إذ يُظهر إخلاصًا وشجاعة استثنائية لمحاولة إنقاذ صاحبه.
- فيرا: أخت تود التي تخشى على أخيها وتحاول مساعدته، لكنها تبقى عاجزة عن إدراك ما يراه الكلب.
الأسلوب والإخراج
يستند الفيلم إلى منظور بصري مبتكر: الكاميرا في كثير من الأحيان منخفضة على مستوى عيون الكلب، وهو ما يضع المشاهد في موقع الشاهد المباشر على الكابوس. المؤثرات الصوتية والضوئية استُخدمت بذكاء لإبراز الحساسية الفطرية لدى الحيوانات، وتحوّل البيئة الريفية إلى مساحة مرعبة.
ردود الفعل
نال الفيلم استحسان النقاد في مهرجان SXSW بمارس 2025، ثم عند طرحه في أكتوبر عبر IFC Films وShudder. أشاد الكثيرون بقدرته على الجمع بين الرعب النفسي والجانب العاطفي لعلاقة الإنسان بحيوانه الأليف.
لكن بعض المراجعات أشارت إلى أن الشخصيات البشرية ليست مطوّرة بما يكفي، وأن قوة الفيلم تكمن أساسًا في أسلوبه الفريد أكثر من تفاصيل قصته.
نقاط القوة
- ابتكار سرد القصة من منظور كلب.
- شحنة عاطفية مؤثرة بين Indy وصاحبه.
- رعب نفسي قائم على الأجواء لا على المشاهد المفاجئة.
نقاط الضعف
- الشخصيات البشرية محدودة العمق.
- بعض التكرار في بناء التوتر.
- نهاية مفتوحة قد لا تُرضي جميع المشاهدين.
Good Boy (2025) ليس فيلم رعب تقليديًا، بل تجربة جديدة تكسر القوالب المعتادة، تجمع بين الرهبة والعاطفة، وتذكّرنا بأن الوفاء قد يأتي في أكثر اللحظات ظلمة من كائن لا يعرف سوى الحب والإخلاص.
افلام
مسلسلات
المدونة