منذ سنوات قليلة، استطاع أنمي Demon Slayer: Kimetsu no Yaiba أن يحتل مكانة بارزة بين عشّاق الرسوم المتحركة اليابانية، سواء من خلال المانغا الأصلية أو النسخة التلفزيونية. وبعد النجاح الساحق لفيلم Mugen Train عام 2020، جاء Infinity Castle ليؤكد أن السلسلة لم تفقد بريقها، بل صارت قوة عالمية قادرة على منافسة أضخم الإنتاجات السينمائية.

أرقام قياسية غير مسبوقة
مع بداية عرضه في اليابان، حصد الفيلم أكثر من 11 مليون دولار في يومه الأول، ثم واصل مسيرته محققاً أكثر من 70 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع بالولايات المتحدة، ليصبح بذلك أكبر افتتاح لفيلم أنمي في تاريخ هوليوود.
وفي غضون ثمانية أيام فقط، تجاوزت إيراداته حاجز عشرة مليارات ين في اليابان، وهو رقم لم يسبق أن بلغه أي عمل بهذه السرعة. ومع مرور الأسابيع، وصلت الإيرادات العالمية إلى ما يزيد على نصف مليار دولار، لتضعه في صدارة أفلام الأنمي الأكثر ربحاً عبر التاريخ.

سرّ النجاح
هناك جملة من العوامل التي أسهمت في هذا الإنجاز الاستثنائي:
  • قاعدة جماهيرية هائلة: السلسلة تمتلك جمهوراً وفياً في اليابان والعالم، يتابع تطورات القصة بشغف كبير.
  • جودة فنية عالية: استوديو Ufotable قدّم عملاً بصرياً مذهلاً، بتفاصيل دقيقة ومعارك ملحمية أبهرت المشاهدين.
  • توزيع عالمي مدروس: الفيلم لم يقتصر على السوق اليابانية، بل عُرض في عشرات الدول بشكل متزامن تقريباً، ما ضاعف من إيراداته بسرعة قياسية.
  • التسويق والتشويق: التركيز على أن الفيلم جزء من القوس الأخير للقصة جعل الجماهير تعتبره محطة لا يمكن تفويتها.

مقارنة مع الأعمال السابقة
نجاح Infinity Castle لم يكتفِ بكسر أرقام منافسيه، بل تفوّق أيضاً على أعمال خالدة مثل Spirited Away، ليصبح ثاني أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات في اليابان بعد Mugen Train. وهذا يعكس أن الأنمي لم يعد مجرد إنتاج محلي، بل بات قوة سينمائية عالمية بكل ما للكلمة من معنى.

الأثر والتحديات
هذا النجاح الكبير يفتح الباب أمام صناعة الأنمي لمزيد من التوسع والاستثمار، ويؤكد أن الأعمال اليابانية قادرة على منافسة أضخم الإنتاجات الأمريكية. لكن في المقابل، يرفع سقف التوقعات للجماهير، مما يضع صُنّاع السلسلة أمام تحدٍّ صعب: الحفاظ على المستوى نفسه في الأجزاء القادمة، وربما تجاوزه.

في المحصلة، أثبت فيلم Demon Slayer: Infinity Castle أن الأنمي لم يعد فناً هامشياً، بل جزءاً أساسياً من المشهد السينمائي العالمي. ومع الإيرادات المليونية والإقبال الجماهيري غير المسبوق، أصبح من الواضح أن هذه السلسلة ستظل علامة فارقة في تاريخ صناعة الرسوم المتحركة.