تعود قناة Hallmark في عام 2025 لتقدّم فيلمًا جديدًا من نوع الرومانسية الخفيفة والكوميديا العائلية، بعنوان "Home Turf"، من بطولة نيكي دي لوك ووارن كريستي، وإخراج ماكلاين نيلسون.
الفيلم يُعرض لأول مرة في 4 أكتوبر 2025، ويأتي ضمن باقة الأعمال الخريفية التي تشتهر بها القناة بأجوائها الدافئة وقصصها الإنسانية اللطيفة.

 القصة
تدور أحداث الفيلم حول كاسيدي ميلر، رئيسة كلية صغيرة تُعرف بانضباطها ودقتها، تعيش حياة هادئة ومنظمة، حتى يحدث ما لم يكن في الحسبان: تسرب مياه في سكن طلاب فريق كرة القدم، مما يضطرها لاستضافة خمسة طلاب داخل منزلها الجامعي.

تتحوّل حياة كاسيدي إلى فوضى حقيقية؛ فالعادات الصاخبة للطلاب لا تتناسب مع طبعها العملي الصارم. إلا أن الموقف يضعها وجهًا لوجه مع لوغان، مدرب الفريق، الذي يحاول أن يوازن بين مسؤولياته الرياضية ومساعدة كاسيدي على التأقلم مع الوضع الجديد.

وبين لحظات التوتر والمواقف الطريفة، تبدأ علاقة غير متوقعة بالنمو بين كاسيدي ولوغان، تتخللها مواقف إنسانية تذكّر الجميع بمعنى المشاركة والروح الجماعية.

 الإخراج والأجواء
يتميّز الفيلم بإخراجه البسيط والدافئ الذي يعكس الطابع الكلاسيكي لأفلام Hallmark، من خلال لقطات طبيعية وتصوير مفعم بألوان الخريف الذهبية.
اختيرت ولاية يوتا لتصوير أغلب المشاهد، حيث أُعيد تصميم إحدى الجامعات لتبدو ككلية خيالية تُدعى "Whittendale College"، ما أضفى على الفيلم طابعًا واقعيًا ومريحًا.

كما أن الموسيقى التصويرية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز أجواء الحميمية، إذ تمزج بين الهدوء والنغمة الرومانسية التي ترافق التحولات الشعورية للشخصيات.

 رسائل الفيلم
ورغم أن Home Turf لا يقدّم حبكة معقدة أو فكرة جديدة تمامًا، إلا أنه ينجح في إيصال رسالته بصدق وبساطة.
الفيلم يسلّط الضوء على قيمة التغيير وكيف يمكن للأشخاص المختلفين أن يتعلموا من بعضهم البعض.
من خلال الصدام بين النظام والفوضى، وبين الصرامة والعفوية، يذكّرنا العمل بأن التوازن بين القلب والعقل هو ما يجعل الحياة أكثر دفئًا وإنسانية.

 أداء الممثلين
أداء نيكي دي لوك لافت بقدرته على الجمع بين الجدية والدفء، فهي تجسّد شخصية كاسيدي بحس واقعي بعيد عن المبالغة.
أما وارن كريستي، فيقدّم شخصية المدرب لوغان بثقة وهدوء، ويشكّل مع شريكته تناغمًا طبيعيًا يضفي مصداقية على القصة.

الطلاب الذين يعيشون معها يقدّمون بدورهم طاقة شبابية تضيف روح الدعابة والمواقف الطريفة التي تخفف من الطابع الرومانسي وتجعله أقرب إلى الحياة اليومية.

 النقد العام
قد يرى بعض المشاهدين أن الفيلم يسير على نمط Hallmark المعتاد — قصص دافئة تنتهي بنهاية سعيدة — إلا أن Home Turf يتميّز بقدرته على صنع مشاعر حقيقية من مواقف بسيطة.
إنه عمل لا يعتمد على المفاجآت أو الصراعات الكبيرة، بل على التفاصيل الصغيرة: اللمسات، الابتسامات، وتغيّر النظرة من الجفاء إلى التفاهم.

فيلم Home Turf (2025) هو تجربة مريحة وهادئة لمن يبحث عن قصة تجمع بين الكوميديا والرومانسية والدفء الإنساني.
هو عمل لا يدّعي العمق، لكنه ينجح في أن يذكّرنا بأن التغيير لا يأتي دائمًا بالعنف أو الصدمة، بل أحيانًا عبر مواقف صغيرة تُعلّمنا أن البيت الحقيقي ليس جدرانًا فقط، بل هو المكان الذي نجد فيه قلوبًا تتسع لنا مهما كنا مختلفين.