رحل عن عالمنا اليوم أحد أبرز وجوه السينما الإيطالية والعالمية، النجمة كلوديا كاردينالي، عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة تجاوزت الستة عقود. تركت كاردينالي بصمة لا تُمحى في السينما، وخلّفت إرثًا فنيًا ثريًا، جعلها أيقونة حقيقية للفن السابع.

ولدت كاردينالي وبدأت مسيرتها الفنية في تونس عام 1957، حيث أثارت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء بجمالها الأخاذ وحضورها المميز أمام الكاميرا. سريعًا ما استطاعت أن تنتقل إلى الساحة الأوروبية والعالمية، لتصبح رمزًا للأناقة الإيطالية والكاريزما السينمائية.

على مدار حياتها المهنية، شاركت في مجموعة واسعة من الأفلام التي أثرت المشهد السينمائي، من أبرزها "1/2-8" و**"الفهد"** و**"النمر الوردي"**. تميزت كاردينالي بقدرتها على تنويع أدوارها بين الكوميديا والرومانسية والدراما، ما منح جمهورها تجربة سينمائية متكاملة، وأثبت أنها فنانة شاملة تستطيع التفاعل مع أي نوع من الأفلام.

لم تقتصر إنجازات كاردينالي على الأداء فقط، بل أسهمت أيضًا في نقل السينما الإيطالية إلى العالمية، حيث تعاونت مع كبار المخرجين والنجوم، وشاركت في مشاريع جعلتها جزءًا من تاريخ السينما الأوروبية. وقد اعتُبرت حضورها في أي فيلم بمثابة ضمان لجودته، لما تتمتع به من موهبة فذة وحس فني راقٍ.

وفي عام 2002، كرّمها مهرجان برلين السينمائي بجائزة إنجاز العمر، تكريمًا لمسيرتها الطويلة وإسهاماتها الكبيرة في إثراء الفن السابع، وهو اعتراف رسمي بمكانتها كواحدة من أهم نجمات السينما الإيطالية على مر العصور.

رغم رحيلها، يبقى إرث كلوديا كاردينالي حيًا من خلال أفلامها التي تستمر في جذب عشاق السينما حول العالم، ويظل اسمها مرادفًا للأناقة والموهبة والاحترافية. إنها ليست مجرد فنانة رحلت، بل أيقونة ستظل خالدة في ذاكرة السينما العالمية، تذكرنا دائمًا بسحر السينما الإيطالية الكلاسيكية وروعتها.