شهدت دورة هذا العام من مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي حضورًا مصريًا لافتًا، بعدما تمكن فيلم Happy Birthday من اقتناص جائزتين بارزتين في المسابقة الرسمية، هما أفضل فيلم سردي دولي وأفضل سيناريو في الفئة نفسها. هذا الإنجاز جاء ليؤكد من جديد أن السينما المصرية قادرة على المنافسة عالميًا بفضل أصوات جديدة وواعية.
حكاية بسيطة تكشف أبعادًا عميقة
الفيلم، من إخراج سارة جُهر، يدور حول فتاة شابة تعمل مساعدة في تنظيم حفل عيد ميلاد لابنة الأسرة التي تعمل لديها. لكن وراء أجواء الاحتفال البسيطة، يفتح العمل نافذة على أسئلة تتعلق بالعلاقات الإنسانية، والطبقات الاجتماعية، وما تخفيه التفاصيل اليومية من توترات وصراعات داخلية.
لغة سينمائية صادقة
اعتمدت المخرجة في رؤيتها على مقاربة واقعية تجعل المتفرج قريبًا من الشخصيات، وتسمح للحكاية بأن تتكشف بروية وصدق. من خلال ذلك، لم يكتف الفيلم برواية قصة محدودة الزمان والمكان، بل جعلها مدخلًا للتفكير في قضايا أكبر مثل العدالة الاجتماعية والفوارق الطبقية. النقاد في المهرجان أشادوا بهذه المقاربة التي جمعت بين البساطة والعمق.
فوز يعكس قيمة السينما المستقلة
تُعد هذه الجوائز خطوة مؤثرة في مسيرة السينما المستقلة في مصر، إذ تثبت أن القصص المحلية حين تُروى بصدق وبأسلوب إنساني قادر على ملامسة الجمهور العالمي. كما يُنظر إلى هذا الفوز بوصفه رسالة دعم للمخرجين الشباب الذين يسعون إلى تقديم تجارب سينمائية جديدة خارج الإطار التقليدي.
مستقبل واعد لمخرجة شابة
فوز Happy Birthday فتح الباب أمام المخرجة سارة جُهر لتخطو بثبات نحو مسيرة واعدة في عالم الإخراج. وقد أثبتت منذ تجربتها الأولى قدرتها على المزج بين الحساسية الفنية والوعي الاجتماعي، ما يجعل الترقب كبيرًا تجاه أعمالها القادمة.
يُظهر هذا الفيلم أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل نافذة لفهم المجتمع وإعادة التفكير في تفاصيله. ومع هذا الإنجاز، يواصل المبدعون العرب التأكيد أن أصواتهم قادرة على المنافسة والتأثير على الساحة العالمية.
افلام
مسلسلات
المدونة