في عالم يختلط فيه الترفيه بالخطر، يأتي فيلم "Helloween" (هالووين) ليعيد تعريف الرعب من زاوية مختلفة. العمل من إخراج فيل كلايدون، وبطولة جينين نيريسا سوسكوت في دور الطبيبة النفسية "إيلين ماركس"، إلى جانب مايكل باريه ورونان سامرز الذي يجسّد شخصية القاتل الغامض "كارل كين".

الفيلم يستلهم فكرته من موجة “البدلات القاتلة” التي اجتاحت العالم قبل أعوام، حين ظهر أشخاص متنكرون بأقنعة المهرّجين لبثّ الرعب في الشوارع. من هذه الحادثة، ينسج العمل قصة تجمع بين الغموض، والتحقيق، والذعر النفسي في قالب بصري داكن يليق بأجواء عيد الهالوين.
من المقرر أن يُعرض الفيلم رقميًا في 29 سبتمبر 2025، على أن يصدر لاحقًا بنسخة Blu-ray في 13 أكتوبر 2025.

القصة
تدور الأحداث داخل مصحٍّ نفسي معزول، تعمل فيه الطبيبة "إيلين ماركس" على متابعة حالة قاتل شهير يُدعى "كارل كين" — متهم بجرائم مروّعة ضد الأطفال.
لكن الهدوء الظاهري سرعان ما يتلاشى عندما يبدأ أحدهم في تقليد جرائم كين خارج أسوار المصح، مستخدمًا أزياء المهرّجين القاتلة.
تجد ماركس نفسها عالقة في دوامة من الشك والخوف، بعد أن تتضح لها خيوط تربط الماضي بالحاضر، والعلاج بالهوس، والعلم بالجنون.
وحين يهرب كين من المصحّ، يتحوّل كل شيء إلى سباقٍ مع الزمن لإنقاذ من تبقّى من ضحاياه… وربما إنقاذ نفسها أولاً.

ما يميّز الفيلم
رغم اعتماده على عناصر تقليدية من أفلام الرعب، فإن "Helloween" يتميّز بذكائه في تصوير فكرة الخوف الجماعي، وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تحوّل المزاح إلى تهديدٍ حقيقي.
كما أن أداء جينين سوسكوت منح الشخصية عمقًا نفسيًا حقيقيًا، بينما استطاع رونان سامرز أن يجسّد القاتل بطريقة تجعل المشاهد في صراع دائم بين الاشمئزاز والشفقة.
الإخراج ركّز على التفاصيل البصرية — الإضاءة الخافتة، الممرات الطويلة، والوجوه المبتسمة التي تخفي خلفها مأساة — مما أضفى على الفيلم جوًا خانقًا لا يُنسى.

النقد والانطباعات
تفاوتت آراء النقّاد حول الفيلم، إذ اعتبره البعض خطوة جريئة في إعادة إحياء رعب المهرّجين بأسلوب أكثر واقعية، بينما رأى آخرون أنه لم يقدّم جديدًا كافيًا مقارنة بأفلام الرعب الكلاسيكية.
ورغم بعض الملاحظات التقنية على الصوت والإيقاع، إلا أن الغالبية اتفقت على أن الفيلم ينجح في خلق حالة من التوتر المستمر حتى المشهد الأخير.

"Helloween" ليس مجرد فيلم رعب آخر عن قاتل مقنّع، بل هو تأمل في طبيعة الخوف نفسه — كيف يولد من المزاح، ويتغذّى من التكرار، ويكبر حين نمنحه وجهاً وضحكة.
إنه فيلم عن عالمٍ لم يعد يفرّق بين الحقيقة والمسرح، وعن أقنعةٍ صارت جزءًا من وجوهنا اليومية.
ومع اقتراب الهالوين، يبقى السؤال:
هل الخطر في القناع… أم فيمن يختبئ خلفه؟