يعود فيلم If I Could Ride Again ليُكمل القصة الإنسانية المؤثرة التي بدأت في الجزء الأول If I Could Ride، وهو عمل درامي دافئ يجمع بين حب الفروسية، الأمل، والصداقة، في إطار من المشاعر الصادقة والتحديات التي يواجهها الشباب في مرحلة التحول والبحث عن الذات.

الفيلم من إخراج نيك بينيلي، وكتبه بالاشتراك مع دون ميلر، الذي استلهم الأحداث من تجربته الخاصة، ليُقدّم عملاً يوازن بين الألم والشفاء، وبين الشغف والخسارة.

 القصة
تتمحور الأحداث حول بريجيت فان هوسن، الفارسة الشابة التي عُرفت بمهارتها في ركوب الخيل، قبل أن تتعرّض لإصابة أنهت مسيرتها الرياضية ودفعتها لمواجهة واقع جديد أكثر قسوة.
تعود بريجيت إلى بلدتها الصغيرة بعد عام صعب في الجامعة، مثقلة بخيبة أملها، لتجد نفسها أمام تحديات لا تتعلق فقط بالجسد، بل بالروح أيضًا.

تحاول استعادة ثقتها بنفسها وإيجاد معنى جديد لحياتها، بينما تتصاعد المنافسة مع صديقتها المقربة جودي، التي تواصل التقدّم في عالم الفروسية.
في خضم ذلك، تظهر شخصيات جديدة تُعيد تعريف مفاهيم القوة، الصداقة، والاحترام الذاتي، ومن بينهم شاب يُدعى ديفيد، وُلد فاقدًا للبصر لكنه يملك رؤية داخلية أعمق من أي أحد آخر.

 الشخصيات والأداء
قدّمت إيفا إيغو أداءً لافتًا في دور بريجيت، إذ استطاعت أن تنقل مزيجًا من الألم والتصميم بعفوية تجعل المشاهد يعيش رحلتها لحظة بلحظة.
أما آشتون دونفورد في دور ديفيد، فقدّم شخصية ملهمة تُظهر أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل بداية لفهم مختلف للحياة.
وبين المشاهد الهادئة في المزرعة والمنافسات الرياضية المشوّقة، يرسم الفيلم لوحة بصرية دافئة تلامس القلب قبل العين.

 الموضوعات والرسائل
يتناول If I Could Ride Again موضوعات إنسانية قريبة من الجميع: الإصرار بعد الفشل، الشفاء من الألم، أهمية الدعم العائلي، والتعلّق بأحلام الماضي.
الفيلم لا يقدّم قصة عن الخيول فحسب، بل عن الإنسان حين يُجبر على النزول عن صهوة الحلم ليعيد اكتشاف ذاته على أرض الواقع.

كما يسلّط الضوء على قضية الإدمان على المسكنات الجسدية والعاطفية، وكيف يمكن أن يتحول الألم إلى طاقة إذا وُجّه نحو الشغف بدلاً من الهروب.

 الإخراج والأسلوب
اعتمد المخرج نيك بينيلي على أسلوب بسيط وصادق، بعيد عن المبالغة أو الاستعراض، مما جعل الفيلم يبدو أقرب إلى تجربة واقعية من كونه عملاً تمثيليًا.
المشاهد المصوّرة في الطبيعة والأرياف الأمريكية تضيف لمسة شاعرية هادئة، تُبرز التناقض بين الألم الداخلي وسكينة المشهد الخارجي.

يقدّم If I Could Ride Again رسالة مؤثرة عن القدرة على النهوض مجددًا بعد الانكسار، وعن أن القوة لا تُقاس بالعضلات أو الجوائز، بل بالشجاعة على المحاولة من جديد.
إنه فيلم يناسب كل من فقد حلمًا، ويحتاج إلى تذكير بسيط بأن السقوط ليس النهاية، بل بداية طريق جديد نحو الشفاء والأمل.