يطلّ النجم كيليان ميرفي في تجربة درامية جديدة بعنوان Steve، من إخراج تيم مييلانتس، في تعاون يعيد الثنائي بعد نجاحهما في Peaky Blinders. الفيلم، الذي عُرض للمرة الأولى في أكتوبر 2025 عبر شبكة Netflix، يقدّم حكاية إنسانية مكثفة تدور أحداثها خلال يومٍ واحد، لكنها تحمل ما يكفي من الصراع العاطفي والعمق النفسي لملء حياة كاملة.
القصة
يروي الفيلم قصة ستيف، مدير مدرسة إصلاحية للشباب الذين يعيشون على هامش المجتمع. في صباحٍ عادي ظاهريًا، يجد نفسه أمام يومٍ غير عادي إطلاقًا، إذ تواجه المدرسة خطر الإغلاق بسبب ضغوط حكومية وتغطية إعلامية تُهدّد سمعته ووجود طلابه.
وبينما يحاول ستيف الدفاع عن المكان الذي كرّس له حياته، تتكشف خلفياته الشخصية، ونتعرّف إلى طلابه الذين يحمل كلّ واحد منهم جرحًا مختلفًا. من بينهم الشاب شاي، فتى غاضب من العالم، يرى في العنف وسيلة للبقاء، في الوقت الذي يرى فيه ستيف بصيص أمل داخله.
الأداء والتمثيل
يقدّم كيليان ميرفي أداءً من أكثر أدواره نضجًا، يجمع فيه بين الصرامة والهشاشة، إذ يظهر ستيف كإنسان يحاول التماسك بينما يتداعى كلّ ما بناه من حوله.
أما جاي لايكورغو فيقدّم دورًا مؤثرًا كطالبٍ تائه بين الذنب والرغبة في الخلاص. الأداءات المساندة من إميلي واتسون وتريسي أولمان تضيف عمقًا إنسانيًا للمشاهد التي تمزج بين الواقعية والألم الصامت.
الإخراج والأسلوب
اختار المخرج تيم مييلانتس أن يجعل الكاميرا تتحرك بحرية وسط الفوضى، ما يمنح المشاهد إحساسًا بأنه يعيش اليوم ذاته مع ستيف، يلهث ويتوتّر كما لو كان في قلب الموقف.
الفيلم لا يعتمد على حبكة معقدة أو مؤثرات ضخمة، بل على الإحساس اللحظي والصدق في التفاصيل: نظرة، تنهيدة، أو لحظة صمت تُفصح أكثر من أي حوار.
الأفكار والرسائل
Steve ليس فيلمًا عن التعليم فحسب، بل عن المسؤولية الإنسانية في عالمٍ يزداد قسوة.
يتناول العمل موضوعات مثل الإخفاق، والذنب، والرغبة في الإنقاذ، ويسأل سؤالًا صعبًا: “هل يمكن لشخص واحد أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في نظامٍ فاسد؟”
وفي الوقت نفسه، يُظهر كيف أن الحبّ والرحمة لا يحتاجان إلى بطولات كبيرة، بل إلى لحظة تفهّم واحدة قد تغيّر مصير إنسان.
التقييم والاستقبال
نال الفيلم إشادة نقدية واسعة، خصوصًا لأداء ميرفي الذي وصفه بعض النقاد بأنه “أصدق ما قدّمه منذ Oppenheimer”.
رغم أن وتيرته البطيئة وغياب الأحداث الصاخبة قد لا تستهوي كلّ المشاهدين، إلا أن قوته تكمن في صدقه وجرأته في تقديم شخصية تعيش التناقض الإنساني بكل وجعه وجماله.
فيلم Steve عملٌ بسيط في شكله، عميق في مضمونه. يذكّرنا بأن بعض القصص لا تحتاج إلى عوالم خيالية أو حوارات معقدة لتصل إلى القلب — يكفيها يوم واحد في حياة رجلٍ يحاول أن يكون “جيدًا” في عالمٍ ينسى معنى الطيبة.
إنه فيلم عن الخسارة، والرحمة، والتعب الذي يسبق السلام.
افلام
مسلسلات
المدونة