في مطلع شهر أكتوبر من عام 2025، بثّت هيئة الإذاعة البريطانية BBC One فيلمًا وثائقيًا استثنائيًا بعنوان Ozzy Osbourne: Coming Home، يوثّق السنوات الأخيرة من حياة أسطورة موسيقى الروك البريطاني أوزي أوزبورن، ويقدّم للجمهور نظرة مؤثرة على رحلة العودة إلى موطنه في المملكة المتحدة، بعد أعوام طويلة قضاها في الولايات المتحدة مع أسرته.
ملامح العمل ومضمونه
يروي الفيلم، الذي تبلغ مدته نحو ساعة، تفاصيل الحياة اليومية لأوزبورن خلال السنوات الثلاث الأخيرة قبل رحيله في يوليو 2025.
يُظهر العمل محاولاته الحثيثة للتأقلم مع تدهور حالته الصحية، ورغبته الصادقة في أن يختتم مسيرته على مسرح مدينته برمنغهام — المكان الذي بدأت منه أسطورته مع فرقة Black Sabbath.
من خلال مشاهد حميمة تجمعه بزوجته شارون أوزبورن وأبنائه كيلي وجاك، يرسم الفيلم لوحة إنسانية دافئة عن فنانٍ واجه النهاية بشجاعة، وبإيمان عميق بأن الفن الحقيقي لا يشيخ مهما ضعفت الجسد.
خلف الكواليس والتأجيل
في الأصل، كان المشروع يُخطّط له كسلسلة وثائقية تحت عنوان Home to Roost، لكن مع تفاقم مرض أوزبورن، ارتأت العائلة تحويله إلى فيلم واحد يختصر تلك المرحلة الدقيقة من حياته.
وقد تأجّل عرضه مرتين احترامًا لرغبة أسرته، قبل أن يُحدّد له الموعد النهائي في 2 أكتوبر 2025، أي بعد أكثر من شهرين على وفاته.
ذلك التأجيل منح القائمين على العمل فرصة لإعادة صياغة السرد بطريقة تليق بذكراه وتُبرز الجانب الإنساني أكثر من الجوانب الفنية أو الشهرة.
حضور العائلة وروح الصدق
يُشارك أفراد عائلة أوزي مشاركة حقيقية لا تمثيلية، إذ يظهرون في لحظات طبيعية وواقعية داخل المنزل وخلال تنقلاتهم اليومية.
تتحدث شارون بصراحة عن التحديات الصحية والنفسية التي واجهوها كعائلة، بينما يقدّم الأبناء نظرة مؤثرة على العلاقة مع والدهم، في مزيج من الحب والفخر والوداع.
هذه الصراحة، إلى جانب لقطات الأرشيف التي تُعرض لأول مرة، منحت الفيلم صدقًا نادرًا في عالم الوثائقيات الموسيقية.
وداع أسطورة لا تُنسى
لا يُركّز Coming Home على المجد الموسيقي لأوزبورن بقدر ما يحتفي بالجانب الإنساني لفنان عاش بصدق، وواجه الشيخوخة والمرض بكرامة.
يتتبع الفيلم تحضيراته لآخر أداء موسيقي خطّط له بعنوان Back To The Beginning، الذي لم يتمكّن من إنجازه، لكنه بقي رمزًا لرغبته في توديع جمهوره بالطريقة التي يحبها — على خشبة المسرح.
صدى واسع واستقبال مؤثر
منذ لحظة عرضه، حظي الفيلم بتفاعل واسع من الجمهور والنقاد على حد سواء، إذ وصفه كثيرون بأنه “رسالة حب ووفاء” من العائلة لجمهور أوزي حول العالم.
كما رأى البعض أن العمل يشكّل وداعًا بصريًا صادقًا لآخر رموز الروك الكلاسيكي الذين غيّروا وجه الموسيقى الحديثة.
وقد أثنى النقاد على إخراجه البسيط وصدقه العاطفي، معتبرين أنه وثيقة إنسانية أكثر منه عملًا ترفيهيًا، تُظهر الرجل خلف الأسطورة، والإنسان الذي آمن بأن “العودة إلى الوطن” ليست مجرد رحلة مكانية، بل عودة إلى الذات والسلام الداخلي.
افلام
مسلسلات
المدونة