بعد سنوات من الغياب عن هذا النوع من الأدوار، تعود النجمة العالمية أنجلينا جولي إلى الشاشة الكبيرة من خلال فيلم تشويقي جديد يحمل عنوان "The Initiative". المشروع يلفت الأنظار بشكل خاص لأنه يجمعها مجددًا بالمخرج الأميركي دوغ ليمان، الذي سبق أن تعاونت معه عام 2005 في الفيلم الشهير Mr. & Mrs. Smith، وهو العمل الذي حقق نجاحًا ساحقًا وقتها وارتبط اسمه أيضًا بقصة علاقتها مع النجم براد بيت.

هذه المرة، تعود جولي لتقدّم شخصية مختلفة تمامًا، في فيلم يصفه صنّاعه بأنه يشبه Training Day لكن في عالم التجسس والاستخبارات، أي أننا أمام مزيج من الأكشن المكثّف والصراع النفسي والأخلاقي.

شخصية "برايت": جاسوسة خارج عن القانون
في الفيلم الجديد تلعب جولي دور "برايت"، وهي جاسوسة متمرّدة تعمل خارج القواعد التقليدية لوكالات الاستخبارات. شخصية جولي ليست بطلة تقليدية ولا شريرة بالكامل، بل شخصية رمادية معقّدة تطرح أسئلة حول معنى الولاء والعدالة، وهو ما يجعلها مادة غنية للدراما.

وتدور الأحداث حول علاقتها بشخصية أخرى تُدعى "تشارلي"، وهو عميل مبتدئ ينضم إلى فريقها. ومع تطور الأحداث، يبدأ تشارلي في الشك بما إذا كانت برايت تسعى لحمايته فعلًا أو أنها تجرّه إلى هاوية خطيرة لأسباب لا يعرفها. هذا التناقض بين الحماية والخيانة يضيف طبقة من الغموض والإثارة، ويجعل العلاقة بين الشخصيتين العمود الفقري للفيلم.

فريق العمل: خبرة في الأكشن والإنتاج الضخم
السيناريو كتبه إف. سكوت فريزر، الذي سبق له كتابة أعمال أكشن مثل xXx: Return of Xander Cage، مما يعني أن الجمهور يمكن أن يتوقع جرعة عالية من الحركة والإثارة.

أما الإنتاج، فيتولاه جو روث وجيف كيرشنباوم من شركة RK Films، وهما اسمان ارتبطا سابقًا بسلسلة Maleficent مع جولي نفسها، ما يعكس ثقة متبادلة وخبرة مشتركة.

الفيلم سيكون تحت مظلة Universal Pictures، وهو ما يمنحه دعمًا ضخمًا على مستوى التوزيع والانتشار العالمي.

دوغ ليمان: عودة إلى جذور الجاسوسية
اختيار دوغ ليمان لإخراج العمل ليس صدفة. فالرجل صنع لنفسه اسمًا كبيرًا في مجال أفلام الأكشن والجاسوسية، خصوصًا بعد The Bourne Identity الذي أعاد تعريف هذا النوع من الأفلام بأسلوب أكثر واقعية وعنفًا بصريًا.
لذلك، ينتظر عشاق السينما أن يقدم ليمان في "The Initiative" رؤية مختلفة عن عالم الاستخبارات، رؤية تبتعد عن البهرجة التقليدية وتقترب أكثر من الواقع القاسي، مع التركيز على الصراعات الداخلية للشخصيات.

توقعات النقاد والجمهور
وصف الفيلم بأنه نسخة "جاسوسية" من Training Day يعني أن الحبكة لن تقتصر على المطاردات والانفجارات، بل ستغوص في الجوانب الأخلاقية والمواجهات النفسية. فالعلاقة بين "المتمرّد" و"المبتدئ" دائمًا ما تكشف تناقضات مثيرة وتطرح سؤالًا جوهريًا: هل الغاية تبرر الوسيلة؟

كما أن عودة جولي إلى هذه النوعية من الأدوار تشكّل حدثًا بحد ذاته، فهي من أبرز نجمات الأكشن في هوليوود خلال العقدين الماضيين، بدءًا من Salt وWanted وصولًا إلى Tomb Raider. وبالتالي، فإن الجمهور يترقب أداءها بشغف لمعرفة كيف ستقدّم شخصية "برايت" المتمرّدة التي توازن بين القوة والضعف، وبين القسوة والإنسانية.

الجدول الزمني للمشروع
بحسب المعلومات المتداولة، يُتوقع أن يبدأ تصوير الفيلم في بداية عام 2026، على أن يكون جاهزًا للعرض في دور السينما في نهاية 2026 أو خلال 2027، إذا سارت عملية الإنتاج دون تأجيلات. وحتى الآن لم يُكشف عن بقية فريق التمثيل، لكن من المرجح أن يُعلن عن أسماء إضافية خلال الأشهر المقبلة.

يبدو أن "The Initiative" لن يكون مجرد فيلم أكشن تقليدي، بل تجربة سينمائية تسعى إلى المزج بين التشويق والإثارة من جهة، وبين الغوص في النفس البشرية وتعقيداتها من جهة أخرى. ومع اجتماع اسمين بحجم أنجلينا جولي ودوغ ليمان، فإن التوقعات مرتفعة جدًا.

الجمهور الآن بانتظار بدء التصوير والإعلانات الرسمية الأولى، لكن المؤكد أن هذا المشروع قد يعيد جولي بقوة إلى صدارة أفلام الأكشن والجاسوسية، وربما يكون أحد أبرز أفلام السنوات القادمة.