عاد برنامج The Masked Singer في موسمه الثامن ليؤكد أنه لا يزال أحد أكثر العروض الترفيهية جذبًا في العالم، إذ قدّم موسمًا مليئًا بالمفاجآت والإثارة، تميّز بجرأة التغيير وروح الابتكار.
بدأ عرض الموسم في سبتمبر عام 2022 على شبكة FOX، واستطاع منذ حلقاته الأولى أن يثير الجدل ويجذب الأنظار بفضل التعديلات الجديدة في آلية المنافسة والتنوّع الكبير في الأزياء والعروض الغنائية.

التغييرات الجديدة
جاء هذا الموسم بصيغة مختلفة عن المواسم السابقة؛ فقد أُدخل نظام جديد يقوم على فكرة "الملك أو الملكة"، حيث يتأهّل فائز واحد فقط من كل حلقة إلى المرحلة التالية، بينما يُكشف عن هوية متسابقين في نهاية كل عرض.
كما اتّسمت الحلقات بطابعٍ موضوعيّ مميز، مثل “ليلة لاس فيغاس” و“ليلة المبدعين الكلاسيكيين” و“ليلة الدمى Muppets”، ما أضفى تنوعًا بصريًا وجماليًا على الأداءات.
أما عدد المتسابقين، فكان الأكبر في تاريخ البرنامج حتى ذلك الحين، إذ شارك 22 نجمًا مقنّعًا، مما زاد من الغموض وصعوبة التوقعات لدى الجمهور.

أبرز الشخصيات والأداءات
لفتت شخصية Harp الأنظار منذ ظهورها الأول، قبل أن تفوز في نهاية الموسم، لتُكشف هويتها عن الفنانة آمبر رايلي (Amber Riley)، التي قدّمت أداءً مؤثرًا وصوتًا قويًا أثار إعجاب لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء.
كما تألقت فرقة Wilson Phillips تحت قناع Lambs، لتحتل المركز الثاني في المنافسة.
وشهد الموسم ظهور شخصيات غريبة ولافتة مثل “العروس” (Bride) و“الأفوكادو” (Avocado) و“الخنفساء” (Sir Bug-a-Boo) و“القنفذ” (Hedgehog)، لتُضفي على كل حلقة نكهة فريدة من نوعها.

نقاط القوة في الموسم
استطاع الموسم الثامن أن يجدد روح البرنامج من خلال الإبهار البصري، وتنوّع الأداءات، والموسيقى المفعمة بالحياة.
كما أعاد التذكير بأن الفكرة الأساسية للبرنامج ليست مجرد الغناء، بل التفاعل بين الغموض والدهشة، حيث يصبح كل عرض رحلة لاكتشاف شخصية جديدة خلف القناع.
وقد لاقت النهاية إعجاب الجمهور، خاصة بعد فوز آمبر رايلي التي قالت إنها أرادت “أن يسمع الناس صوتها قبل أن يروا وجهها”، في إشارة إلى جوهر فكرة البرنامج.

الملاحظات والانتقادات
رغم النجاح، أبدى بعض المشاهدين ملاحظات حول النظام الجديد، معتبرين أن كثرة عمليات الكشف في الحلقة الواحدة قللت من الوقت الذي يقضيه الجمهور في التعرف على كل شخصية.
كما رأى البعض أن سرعة الإيقاع قلّلت من لحظات الترقب التي كانت تميز المواسم الأولى.
ومع ذلك، لم يمنع ذلك البرنامج من الاحتفاظ بشعبيته العالية وطاقته الترفيهية الفريدة.

يمكن القول إن الموسم الثامن من The Masked Singer كان نقطة تحول في تاريخ البرنامج، إذ جمع بين التجديد والمغامرة، وحافظ في الوقت نفسه على جوهره القائم على الغموض والتشويق.
هو موسم لا يُشاهد فقط من أجل معرفة من يختبئ خلف القناع، بل للاستمتاع بفنّ الأداء والخيال، وللتذكير بأن المفاجأة لا تزال العنصر الأجمل في عالم الترفيه.