يقدّم المخرج والكاتب غريغوري بلاير (Gregory Blair) في عام 2025 فيلمًا جديدًا بعنوان «لغز إيما ثورن» (The Mystery of Emma Thorn)، يجمع بين الدراما والغموض في عمل يسلّط الضوء على العائلة، والأسرار، والحدود الدقيقة بين الحبّ والخداع.

 القصة
تدور أحداث الفيلم حول إيما ثورن، امرأة محبوبة تختفي فجأة في ظروف غامضة، تاركة خلفها زوجها أري وابنهما كاسبر، الذي يعاني من اضطراب طيف التوحّد بدرجة بسيطة.
يحاول الزوج المكلوم وابنه إيجاد خيطٍ يقود إلى معرفة مصيرها، بمساعدة أحد المحقّقين، لكن رحلة البحث سرعان ما تتحوّل إلى مواجهة مع الماضي، ومع حقائق لم يكن أحدٌ مستعدًا لسماعها.

مع تقدّم الأحداث، يبدأ كاسبر في الشك بوالده، لتتبدّل العلاقة بينهما تدريجيًا، وتُكشف خفايا كانت مدفونة تحت مظهر العائلة المثالية.
القصة تسير بوتيرة بطيئة في البداية، لكنها تنسج توتّرًا نفسيًا متصاعدًا يُبقي المشاهد مشدودًا حتى النهاية.

الشخصيات والأداء
تقدّم لين لوري (Lynn Lowry) أداءً مؤثرًا في دور إيما، يجسّد الغياب أكثر مما يجسّد الوجود، إذ تبقى روحها حاضرة في كل مشهد.
أما غريغوري بلاير، الذي يؤدي أيضًا دور الزوج إلى جانب الإخراج، فيُظهر قدرة عالية على الموازنة بين الجانب الإنساني والدرامي للشخصية.
ويبرز أداء الممثل الشاب الذي يجسّد شخصية كاسبر كأحد عناصر القوة في الفيلم، إذ يقدّم شخصية هادئة الملامح، عميقة النظرات، تشعر بصدقها أكثر مما تفهمها بالكلمات.

 الرؤية الإخراجية
اختار بلاير أسلوبًا بصريًا بسيطًا لكنه محمّل بالإيحاءات، فالكاميرا تتحرك برفق داخل البيوت والشوارع الصغيرة، وكأنها تبحث هي الأخرى عن الحقيقة المفقودة.
الموسيقى التي ألّفها إيفريت يونغ (Everett Young) تكمّل الجوّ النفسي الحزين، بينما يحمل التصوير توقيع صوفيا كاتشيولا (Sophia Cacciola)، التي أضفت لمسة واقعية داكنة تناسب طبيعة القصة.

 العرض والاستقبال
حصل الفيلم على عرضه الأول في مهرجان "سيليكون بيتش السينمائي" في قاعة Chinese Theatre الشهيرة في هوليوود، حيث لاقى إشادة من محبّي الأفلام المستقلة لما يحمله من صدق إنساني وبنية درامية متماسكة.
تولت شركة Indie Rights توزيعه، على أن يتاح لاحقًا عبر منصات رقمية مثل Apple TV وPrime Video، ليصل إلى جمهور أوسع من عشّاق الدراما النفسية والغموض الهادئ.

 الانطباع العام
لا يسعى فيلم «لغز إيما ثورن» إلى إبهارك بالمؤثرات أو المشاهد الصاخبة، بل يعتمد على البناء العاطفي البطيء والمشاعر المتداخلة التي تنمو بهدوء حتى تصل إلى لحظة الكشف الكبرى.
إنه عمل يطرح سؤالًا عميقًا: هل نعرف حقًا من نحبّ؟ أم أننا نعيش مع نسخٍ من الحقيقة نختار أن نصدقها؟

The Mystery of Emma Thorn ليس مجرد فيلم عن اختفاء امرأة، بل حكاية عن العائلة حين يتهشّم توازنها، وعن الصمت الذي يخفي أكثر مما يقول.
فهو يجمع بين دفء المشاعر الإنسانية وبرودة الغموض، ليترك في النهاية أثرًا لا يُمحى في ذهن المشاهد.