في عام 2025، يعود المخرج كارلوس غويتيا بفيلم رعب جديد يحمل عنوان «Play Dead»، ليقدّم تجربة مشحونة بالتوتر والظلام النفسي، حيث تمتزج العزلة بالخوف، والنجاة بالموت ذاته.
الفيلم من بطولة بولا براسكا وداميان ديل كاستيلو ومارتا كويرلي، وتدور أحداثه في مكان مغلق مليء بالجثث، ليصبح المشاهد شريكًا في لعبة بقاء قاسية يتأرجح فيها الأمل بين الصمت والذعر.
القصة
تستيقظ امرأة شابة وسط قبو بارد، تحيط بها جثث لا تُحصى. لا تتذكر كيف وصلت إلى هناك، وكل ما تدركه هو أنها ليست وحدها.
في الأعلى، تُقام طقوس غامضة تنذر بالخطر، فتضطر للتظاهر بأنها ميتة حتى لا تُكتشف، في لعبة مرعبة عنوانها: “اصمد كي لا تُدفن حيًا.”
مع مرور الوقت، يتحوّل الصمت إلى كابوس؛ كل حركة، كل نفس، قد تكون الأخيرة. ويبدأ الخوف بالتغلغل في جسدها كما يتغلغل الموت في المكان.
الأداء والإخراج
يُبنى الفيلم بالكامل على التوتر النفسي، لا على المشاهد الدموية المعتادة في أفلام الرعب.
تقدّم بولا براسكا أداءً مقنعًا يعتمد على لغة الجسد وتعبيرات الوجه أكثر من الحوار، ما يجعل المشاهد يعيش تجربة الخوف الصامت كما لو كان هو داخل القبو.
المخرج كارلوس غويتيا استخدم الإضاءة الخافتة والزوايا الضيقة ببراعة ليُشعر المشاهد بالاختناق، وكأن الكاميرا نفسها عالقة مع البطلة في الظلام.
الموسيقى تكاد تكون غائبة في معظم المشاهد، وهو قرار ذكي يُضخّم وقع الأصوات الصغيرة: أنفاس، صرير، خطوات، صمت طويل… كلها عناصر تبني الرعب الحقيقي دون مبالغة.
الفكرة والرمزية
خلف القصة البسيطة تختبئ فكرة أعمق: أن الخوف من الموت ليس دائمًا هو الخطر الحقيقي، بل الخوف من الحياة حين تصبح أقرب إلى العدم.
الفيلم يطرح تساؤلًا ضمنيًا: هل النجاة تستحق العناء إذا كان الثمن أن تتظاهر بأنك ميت؟
هذه الرمزية تمنح Play Dead بعدًا نفسيًا مختلفًا عن معظم أفلام الرعب التجارية، وتجعل منه تجربة فكرية بقدر ما هو تجربة حسية.
النقد والتقييم
نال الفيلم اهتمام النقّاد لما يحمله من توتر متصاعد وإخراجٍ بصريٍ دقيق، لكنه قد لا يرضي جمهور الرعب الباحث عن الدماء والمشاهد الصادمة.
القصة تترك الكثير من الغموض دون تفسير، وهو ما قد يُثير فضول البعض ويُربك آخرين، لكن هذا الغموض بالذات هو ما يمنحه طابعًا خاصًا يجعله عالقًا في الذهن بعد انتهائه.
فيلم Play Dead (2025) ليس مجرد رحلة رعب في مكان مغلق، بل تجربة إنسانية عن الهروب من المجهول، وعن تلك اللحظة التي يختلط فيها الموت بالحياة.
بأداءٍ صادق وإخراجٍ ذكي، استطاع كارلوس غويتيا أن يصنع فيلمًا صغير الميزانية لكنه كبير الأثر، يذكّرنا بأن الرعب الحقيقي لا يأتي من الوحوش، بل من داخلنا نحن.
افلام
مسلسلات
المدونة