يعود المخرج الأردني-الأمريكي جوردان بيل، الحائز على جائزة الأوسكار وصاحب بصمة فريدة في سينما الرعب المعاصر، بفيلم جديد بعنوان HIM، من المقرر طرحه في صالات السينما العالمية يوم 19 سبتمبر 2025. ويأتي هذا العمل المرتقب ليؤكد استمرارية بيل في نهجه الذي جمع بين الرعب التقليدي والقراءة العميقة للقضايا الاجتماعية والنفسية، وهي الصيغة التي صنعت شهرته منذ إطلالته القوية بفيلم Get Out عام 2017.

كرة القدم كمساحة للرعب النفسي
بعكس ما اعتاد جمهور الرعب من أماكن مظلمة أو بيوت مسكونة أو أزمنة غامضة، قرر بيل هذه المرة أن ينقل المتفرج إلى ملاعب كرة القدم، حيث الأضواء الساطعة والجماهير الصاخبة، ليكشف عن وجه آخر للعبة الأكثر شعبية في العالم. في تصريحاته الأخيرة، قال بيل إنّ ما جذبه هو التناقض بين "اللعبة التي توحّد الملايين" وبين "العزلة النفسية القاسية" التي قد يعيشها اللاعب في خضم سعيه وراء المجد.

الفيلم يستعرض كيف يمكن أن يتحول الطموح الجامح إلى مصدر رعب داخلي، وكيف يمكن للشهرة أن تكون سيفًا ذا حدين، تمنح اللاعب هالة النجومية من جهة، وتضعه تحت ضغط هائل من جهة أخرى.

رعب بمعناه الأوسع
من خلال HIM، يبدو أن بيل يواصل سعيه إلى إعادة تعريف الرعب. فالفيلم لا يقوم فقط على المشاهد المروّعة أو المفاجآت الصادمة، بل يسعى إلى الغوص في أعماق الشخصيات. يركز العمل على الجانب النفسي، حيث يعيش اللاعبون صراعات داخلية تتراوح بين الخوف من الفشل، القلق من الإصابات، وضغط الجماهير ووسائل الإعلام. هذه العناصر مجتمعة تُحوِّل الملعب من مساحة للانتصار إلى ساحة للرعب الإنساني الحقيقي.

إرث سينمائي يتجدّد
منذ أن أخرج Get Out، مرورًا بـUs وNope، أثبت جوردان بيل أنه مخرج لا يرضى بالتكرار. في كل عمل جديد يطرح فكرة غير تقليدية تمزج بين المتعة البصرية والتأمل الفكري. ومع HIM، يؤكد بيل أن الرعب ليس حكرًا على العفاريت أو الأشباح، بل يمكن أن يتجسّد في ضغوط المجتمع والذات البشرية.

انتظار عالمي وردود فعل أولية
رغم أن الفيلم لم يُعرض بعد، إلا أن إعلان عنوانه ومضمونه كان كافيًا لإثارة جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي. كثيرون اعتبروا أن إدخال كرة القدم في عالم الرعب خطوة مبتكرة ستجذب جمهورًا جديدًا لا يقتصر على عشاق هذا النوع السينمائي، بل يمتد أيضًا إلى محبي الرياضة. النقاد بدورهم توقّعوا أن يصبح HIM أحد أبرز أفلام 2025 وأكثرها إثارة للنقاش، خاصة إذا واصل بيل استخدام الرمزيات التي تفتح المجال لتفسيرات متعددة.

بيل ورؤية تتجاوز الشاشة
ما يميّز جوردان بيل أنّه لا يتعامل مع السينما كوسيلة ترفيه فحسب، بل كمنبر للتفكير والنقاش. في HIM، يبدو أنّه يسعى إلى توجيه الضوء نحو ثمن الشهرة، وكيف يمكن للأحلام أن تتحول إلى كوابيس إذا لم تُحاط بالتوازن والإنسانية. إنها رؤية تنسجم مع فلسفته في جعل الرعب مرآة للمجتمع، تعكس تناقضاته وأزماته في قالب مشوّق ومؤثر.

كلمة أخيرة
مع اقتراب موعد عرضه في 19 سبتمبر 2025، يتزايد الترقب العالمي لما سيقدمه HIM. وبين من يتوقع عملًا يعزز مكانة بيل كأحد أبرز صناع الرعب في العصر الحديث، ومن يترقب التجربة بفضول لمعرفة كيف سيتلاقى عالم الرياضة مع سينما الرعب، يظل المؤكد أن الفيلم سيشعل النقاشات بمجرد خروجه إلى النور.