في حدث فني يُعيد إلى الأذهان واحدة من التجارب السينمائية الأيقونية، تستعد دور العرض الهندية لاحتضان فيلم "Shiva" مجددًا ابتداءً من 14 نوفمبر 2025. ويأتي هذا العرض الاستثنائي بعد مرور ستة وثلاثين عامًا على إطلاق الفيلم لأول مرة عام 1989، ليشكّل احتفاءً بالذكرى الـ101 لميلاد الفنان الكبير أكّينيني ناجيشوارا راو (ANR)، أحد أعظم وجوه السينما الهندية وأكثرها تأثيرًا.
الفيلم الذي أخرجه رام غوبال فارما حين كان في بداياته، أحدث ثورة فنية عند عرضه الأول، إذ جمع بين واقعية السرد والابتكار البصري، ليقدّم صورة جديدة ومختلفة عن السينما التيلوجوية السائدة آنذاك. وبفضل جرأته في الطرح، صار "Shiva" علامة فارقة في تاريخ صناعة الأفلام، ومصدر إلهام لمخرجين لاحقين سعوا إلى كسر النمطية وإدخال أساليب سرد بصرية مبتكرة.
ناغاراجونا وأيقونية الدور
يقف في قلب هذا النجاح اسم النجم ناغاراجونا، الذي جسّد شخصية الطالب الجامعي الرافض للظلم والمواجهة المباشرة لعنف العصابات المسيطرة على الحرم الجامعي. لم يكن الدور مجرد أداء تمثيلي عابر، بل تحوّل إلى رمز للشباب الباحث عن العدالة والقادر على تحدي البُنى الفاسدة. وما زال المشهد الشهير الذي يصوّر الصراع داخل أروقة الجامعة يُذكر حتى اليوم كأحد أقوى المشاهد في تاريخ السينما الهندية.
أهمية إعادة العرض
إعادة عرض "Shiva" لا تُعد مجرد محاولة لإحياء فيلم قديم، بل هي خطوة لإعادة تقديم عمل كلاسيكي إلى جيل جديد لم يعايشه في زمنه. فالفيلم بما يحمله من مضامين اجتماعية ورسائل إنسانية ما زال يحتفظ براهنيته، خصوصًا أنه يعكس قضايا لا تزال مطروحة حتى اليوم، مثل العنف المجتمعي، الفساد، وصراع العدالة مع السلطة.
كما أن هذا العرض يشكّل تحية وفاء للفنان ANR، الذي ترك إرثًا غنيًا في السينما يمتد لعقود. تكريمه من خلال إعادة هذا الفيلم يربط اسمه مرة أخرى بأعمال بقيت راسخة في وجدان الجماهير ومحفورة في ذاكرة السينما الهندية.
الأثر المتوقع
يتوقع النقاد أن يحظى الفيلم بإقبال جماهيري كبير عند عرضه في نوفمبر المقبل، إذ سيجمع بين جيلين: الأول الذي عاش تجربة "Shiva" في نهاية الثمانينات، والثاني الذي سيتعرف على العمل للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة. وبذلك، يتحوّل العرض إلى جسر يربط بين الماضي والحاضر، بين الذاكرة السينمائية الجمعية والطموحات الجديدة في صناعة السينما.
إن عودة "Shiva" إلى القاعات ليست مجرد حدث فني، بل احتفال بالسينما كذاكرة وهوية، ورسالة بأن الأعمال العظيمة لا تفقد بريقها مهما مر عليها الزمن، بل تعود دومًا لتذكّر الجمهور بأن قوة السينما تكمن في قدرتها على الصمود عبر الأجيال.
افلام
مسلسلات
المدونة