منذ أنشودة الفؤاد (1932)، ارتبطت السينما المصرية بالأغاني التي صنعت شهرة كبار المطربين. لكن تعريف "الفيلم الغنائي" ظل مثار جدل: فهل يكفي وجود أغانٍ ليُصنّف الفيلم غنائيًا، أم يجب أن تكون جزءًا من السرد وتطور الأحداث؟
النقاد اختلفوا؛ بعضهم اشترط عدداً محدداً من الأغاني أو مشاركة مطربين محترفين، بينما رأى آخرون أن هذه المعايير غير دقيقة، إذ توجد أفلام غنائية بارزة لم يغنّ فيها مطربون أصلاً. هذا الجدل دفع مهرجان الإسكندرية عام 2023 إلى إصدار قائمة بأفضل مائة فيلم غنائي، ما أعاد النقاش إلى الواجهة.
الإشكالية أعمق من مجرد تعريف؛ فهي جزء من أزمة المصطلح والتصنيف في السينما عمومًا. فالفن بطبيعته متحرك ومتجدد، والتصنيف قد يساعد النقاد في الدراسة، لكنه قد يقيد حرية المبدعين.
في النهاية، تبقى السينما الغنائية مساحة مفتوحة يصعب حصرها في قالب محدد، مهما اختلفت الآراء والمعايير.