يعود الرعب الكلاسيكي من جديد إلى الشاشة مع مسلسل "IT: Welcome to Derry"، المأخوذ عن عالم الكاتب الأميركي الشهير ستيفن كينغ.
هذا العمل المنتظر يشكّل مقدّمة لأحداث فيلمي It (2017) وIt: Chapter Two (2019)، حيث يأخذنا إلى جذور الشرّ الذي سيطر على مدينة ديري، وإلى اللحظة التي بدأ فيها الكابوس الذي أرعب أجيالاً من المشاهدين.
من المقرر أن يُعرض المسلسل على شبكة HBO في 26 أكتوبر 2025، في موسم يضم حلقات أسبوعية تجسّد مزيجًا من الرعب النفسي والدراما الغامضة.

قصة تدور في قلب الظلام
تبدأ أحداث المسلسل عام 1962 في بلدة "ديري" الصغيرة بولاية مين الأميركية، وهي الفترة التي سبقت ظهور المهرج المرعب بيني وايز بقرابة ثلاثة عقود.
تصل عائلة جديدة إلى البلدة على أمل بدء حياة هادئة، لكن سرعان ما تتبدّد الطمأنينة عندما تبدأ سلسلة غامضة من حالات اختفاء الأطفال.
تتزايد الإشارات الغريبة في المدينة، وتبدأ الهمسات تتحدث عن كيان شرير يسكن في أعماق الصرف الصحي — كائن يُغري ضحاياه بالضحك قبل أن يبتلعهم في عتمة الأبد.

يُعيد الممثل بيل سكارسغارد تجسيد شخصية بيني وايز، ليقدّمها هذه المرة في سياق أكثر عمقًا، يشرح أصول الشرّ وكيف تحوّل الخوف نفسه إلى قوة تُغذي الوحش.

الطاقم والإخراج
يشرف المخرج آندي موشييتي، الذي قدّم الفيلمين السابقين، على العمل كمخرج ومنتج تنفيذي.
يشارك في البطولة عدد من الممثلين الجدد أبرزهم: جوفان أديبو، تايلور بايج، جيمس ريمار، وكريس تشوك، إلى جانب عودة سكارسغارد في دور محوري.
وتعدّ عودة موشييتي ضمانًا لاستمرار الأجواء الكئيبة والمرعبة التي ميّزت النسخ السابقة من القصة، مع لمسة سينمائية أكثر نضجًا وهدوءًا في البناء النفسي للشخصيات.

أسباب الحماس للمسلسل
  • استكشاف الجذور: يعيد المسلسل الجمهور إلى بداية اللعنة التي خيّمت على ديري، ليكشف كيف وُلد كيان الشرّ قبل 27 عامًا من ظهور "نادي الخاسرين".
  • أجواء الستينيات: يمنح اختيار الحقبة التاريخية بُعدًا بصريًا وثقافيًا مميزًا، حيث تمتزج البراءة الظاهرية لعصر ما قبل الثورة الثقافية الأميركية مع ظلال الخوف والجنون.
  • العودة إلى الأسطورة: يعيد العمل روح رواية كينغ الأصلية، لكنه يوسّعها لتقدّم تفسيرًا أكثر إنسانية لظاهرة بيني وايز، بوصفه انعكاسًا جماعيًا لذعر المجتمع وخطاياه.

الانتقادات والتحفّظات
على الرغم من الحماس الكبير، يرى بعض النقّاد أن المسلسل يواجه تحديًا في تقديم جديد فعلي بعد نجاح الفيلمين السابقين.
فهل سيتمكن من إضافة عمق فلسفي يبرّر وجوده، أم سيكتفي بإعادة تدوير الرعب نفسه؟
لكن غالبية المراجعات المبكرة أشادت بالأجواء المتقنة، والتصوير السينمائي المذهل، وأداء بيل سكارسغارد الذي يرفع سقف الرعب إلى مستوى غير مسبوق في الدراما التلفزيونية.

يبدو أن "IT: Welcome to Derry" سيكون أكثر من مجرد مسلسل رعب — إنه رحلة إلى أصل الخوف، إلى النقطة التي بدأ منها كل شيء.
من خلال سردٍ متقن وأجواء خانقة تجمع بين الحنين والرهبة، يفتح العمل بابًا جديدًا لعالم ستيفن كينغ، ويمنح المتابعين فرصة لاكتشاف أن الشرّ لم يولد فجأة… بل كان دائمًا هنا، ينتظر اللحظة المناسبة ليعود.