يأتي فيلم "Sharing Aloha" كتحية صادقة لروح الجزر الهادئة وقيم المشاركة والتعاون التي تجمع أبناء المحيط الهادئ. أخرجه بلير ترو عام 2025، وقد نال استحسان النقّاد بفضل صدقه الإنساني ودفء قصته التي تمزج بين الواقع والأمل.
الفيلم وثائقيّ الطابع، لكنه يتجاوز حدود السرد التقليدي ليقدّم لوحة حيّة من حياة مجموعة من الشباب الذين تركوا أوطانهم في جزر ساموا وتونغا وفيجي وغيرها، بحثًا عن فرصة جديدة في هاواي.

القصة
يروي العمل حكايات طلاب يعملون ويدرسون في جامعة بريغهام يونغ هاواي ويقدّمون عروضًا ثقافية في المركز الثقافي البولينيزي لتمويل دراستهم.
من خلال عدسة المخرج، نتابع كيف يعيش هؤلاء الشباب صراعًا بين الشوق إلى الوطن ومسؤوليات الواقع، وكيف يجدون في العمل الجماعي معنى جديدًا للانتماء.
الفيلم لا يركّز فقط على العروض الراقصة المليئة بالألوان والأغاني، بل يغوص في التفاصيل الإنسانية البسيطة التي تصنع القوة الحقيقية — كابتسامة متعبة بعد يوم عمل طويل، أو رسالة من أم تنتظر ابنها في جزيرة بعيدة.

الرسالة والمعنى
يحمل "Sharing Aloha" رسالة عميقة عن القيمة الحقيقية للعطاء، وعن الروح التي توحّد الإنسان بمحيطه مهما اختلفت الثقافات.
كلمة “Aloha” في لغة هاواي تعني الحب والمشاركة والسلام، وهي ليست مجرد تحية بل فلسفة حياة. الفيلم يُعيد تعريف هذه الكلمة من خلال قصص واقعية تعبّر عن التواضع، الشجاعة، والإيمان بالمستقبل.

الجانب الإنساني
ما يميز العمل أنه لم يكتفِ بعرض الجمال البصري للجزر، بل أبرز الجانب الاجتماعي الذي يجعل من الفن وسيلة للتغيير.
العائدات الناتجة عن الفيلم خُصصت لدعم المنح الدراسية لطلاب جزر المحيط الهادئ، ليصبح العمل نفسه امتدادًا لرسالته الإنسانية — مشاركة الأمل، لا مجرد توثيقه.

"Sharing Aloha" فيلم يفيض بالبساطة والدفء، يذكّر المشاهد بأنّ الكلمة الطيبة والعمل الصادق قادران على تجاوز المسافات والمحن.
إنه ليس مجرد وثائقي عن ثقافة محلية، بل عن الإنسان في أبهى صوره — حين يعطي بلا مقابل ويشارك ما يملك بروحٍ من الحب والسلام.

في عالمٍ يزداد ضجيجًا، يأتي هذا الفيلم كنسمة هاواي ناعمة تهمس: “المشاركة هي أعظم أشكال القوة.”